من الصعب أن تقول الحقيقة
ومن الصعب أن يصدقها الأخرون.
اللحظات المفصلية التي قد تكون عبثية السبب والطبيعة، و لايتوقف عندها في الأحوال العادية ربما تتحول في النهاية لخاتمة بحقيقة مؤلمة كما حصل مع إقدام البطل على الانتحار في النهاية كنتيجة حتمية تؤكد مقولة المخرج بصعوبة قول الحقيقية وصعوبة تصديقها.
العمل يبدأ من خلال إعلان على المذياع بانتهاء عرض مسرحية الكلب النائم.
سؤال بسيط أعاد للذاكرة حضور شخصية أخ الزوج المنتحر ومن هنا تبدأ المفارقات والاعترافات التي أودت لاطلاق رصاصة النهاية معلنين انتهاء المسرحية متداخلين من جديد مع بداية معلنين أن فعل واحد فقط خارج عن السياق رغم بساطته قد يؤدي بالجميع ويهوي ببيت العنكبوت هذا.
وعند سؤال الأستاذ حسام الدين خربوطلي معد العمل والمشارك بشخصية بسام (الزوج ) عن التحضيرات التي سبقت العرض قال:
العرض لاقى استحسانا جيدا من الحضور ويعتبر الأول بعد استئناف العروض من بعد الحظر ولوحظ فيه تطبيق التباعد والتعقيم وتخفيض نسبة الحضور ل30 بالمئة وهو مجهود يشكر لمديرية المسارح
العمل كان معد للتقديم ضمن برنامج الشهر الثالث ولكن قبل يومين من البدء صدر قرار الحظر مما استوقف التحضيرات، وبعد اسـتئناف العروض بالقرار الصادر ب 6/3 سارعا بالعودة للعمل عالبروفات قدر الممكن ساعدنا في هذا الشأن أن العمل مشغول عليه سابقا وبعض التسهيلات التي قدمتها المديرية بهذا الخصوص.
أما عن معد العمل فقد وجه رسالة جذبه للعرض بالقول :
العمل ابن ثلاثينيات القرن الماضي، الملفت والجاذب هو طبيعة الطرح التي تزداد أهميتها بتقادم العرض وطبيعة مايطرحه من زيف مجتمعي ومعالجة تتناسب مع طرحه من خلال الطبقة الارستقراطية ومعالجته لأحوالها وتبيان زيفها ونفاقها والصراع الموجود الذي يمكن إسقاطه في كل زمن ومنطقة من هذا العالم.
ماقمت به هو فقط توضيح لرؤية الكاتب وتقريب اللغة الخيالية والنص بما يتناسب مع طبيعة الشرط المسرحي الحالي وألية تقبل الناس للعروض المسرحية من اختصارات تعديلات بسيطة تساعد على ضمان عامل الجذب وشد الايقاع وتناغمه بشكل أكبر يخدم العمل.
بالنسبة إلى شخصية بسام هي تقريبا الشخصية الوحيدة المحتفظة بألوانها الحقيقية وبقيت مستمرة بذلك ، ونتيجة ماحدث خلال العرض تكسرت أجزاء كثيرة من شخصيته أوصلته نهاية للانتحار، الضغط الذي تعرض له مقارنة لحدث بسيط نتج عنه اعترافات أودت بعالمه، حقيقة كان مصيرها محتوماً بالنسبة له فأطلق الرصاصة.
وبالحديث مع مخرج العمل (حكمت نادر عقاد) وسؤاله عن العمل، أوضح أن العمل للكاتب الإنكليزي جي بي بريسلي كتب في عام 1935 أعدنا العمل عليه وإعداده من خلال ورشة قمنا بها ..
وعند سؤاله عن تجربة تقديم عرض قدم سابق للجمهور الدمشقي مشيرين لتجربة الأستاذ عروة العربي الذي أضاف أنه نتيجة ماسمعه منذ قدومه لدمشق عن هذه التجربة أمنيته برؤية هذا العرض مؤكدا على ضرورة عدم المقارنة بحكم أن لكل تجربة شرطها الخاص وأن لكل مجموعة عرض رؤية خاصة وخصوصية، وأضاف حاولنا هذا المرة الاتجاه نحو الواقعية ومحاولة التجريب أكثر بمقاربة الواقعية والواقعية المفرطة حتى (الساحرة) التي تتشابه مع منظورنا للحياة لكن مع المحافظة على ميزان الحركة والأداء المدروس بدقة وبشكل بعيد عن المألوف من حيث الاقاطعات والتوزع واتجاهات العمق وبالنهاية خيارنا وماقدمناه هو تجربة تحتمل النجاح والفشل.
النص بطبيعته الاشكالية يحتمل الكثير وهو جزء من مشروع عمدت لدراسته والعمل على تقديمه منذ عام 1997 كانت البداية مع ((الوردة والتاج)) وبعدها بأربع سنوات عرض ((كنت هنا من قبل)) ولتكتمل الثلاثية أخيرا ب((منحنى خطر)) والذي قدم لأول مرة عام 2019 على مسرح نقابة الفنانين بحلب والذي حظي بوقتها بإشادة النقاد والفنانين والجمهور كعرض مسرحي مهم واليوم أنا سعيد بتقديمه ضمن دمشق وعلى مسرح الحمراء وضمن جمهور دمشق الحبيب، وسعيد أيضا بنشاط مديرية المسارح المتزايد وخصوصا خلال السنة الماضية والتجارب التي تلاقي الدعم في مختلف المحافظات والذي نتمنى له أن يستمر.
كما قام محمد السقا بدور ورد بالحديث عن شخصيته بالقول :
" ورد هو الشخصية المطلعة على كافة أسرار هذه العائلة وشريك أساسي في النتائج التي وصلت إليها بداية بسرقته للأموال وعلاقته المشبوهة مع الأخت وصداقته للأخوين، وهو بعد سرقته للأموال والمنصب الذي حصل عليه لم يبقه ضمن هذه العائلة إلا أسيل الفتاة التي يحبها والذي يحاول البقاء بقربها وهذا حقيقة هو سبب بقاءه معهم.
ومن البداية ومع كل تجربة لتقديم هذا العرض تزداد قناعتي وتفكيري بضرورة الحقيقة، وضرورة نقاشها رغم مرارتها، وهذا الذي تكشف لنا من خلال موقف بسيط دمر العلاقات بأكملها ضمن هذه العائلة التي ظهرت متحابة جدا في البداية.
تحدٍّ كبير بالنسبة إليّ مع جمهور ذواق ذي رؤية جديدة وإخراج جديد يخلق دافعاً للتجريب والبحث الدائم.
شارك بالعمل: حسام خربوطلي، عبير بيطار، محمد سقا، منيسا ماردنلي،طارق خليلي، نغم قوجاك.
تغطية: حسام غزيل
0 Comments
إرسال تعليق