الخميس، 10 فبراير 2022

هل يستحق " الله يباركلو"؟

 


إنّنا لم نزل نزداد قربًا من أساليب حياة لم تخرج منّا، نجدها اليوم بين يديّ الشيف عمر فتسترجع ذاكرتنا المطبخ السّوريّ وما يميّزه، ببساطة الأكل أو فرادته، ومؤونة البيت التي تدخرها أمهاتنا لليالي الشتاء الطويل، فاسترسل يضع ثقافة الأكل وتقديمه بالشكل الأبسط والأسهل في متناولنا، فتشعر مع كل وصفة حكاية فصل، أو حكاية طبق رافقته سيرة شعبيّة ومناسبة وحادثة مع تفصيلنا لكلّ طعم ونكهة.

وما يمكننا أن نتفق عليه في أنّ الأسلوب الذي يتخذه أي منّا هو ما يسرّع إصابة الهدف، وربما إصابة القلب، لكن مع الشيف عمر يمكنك أن تصيب الهدف والمعدة والقلب معًا.

والشيء اللافت فيما يقدّمه وما يميّزه طريقة طرحه القريبة من القلوب، بأسلوب سهل وبلهجته الشامية المعتّقة العفويّة التي غدت فيما بعد من مصطلحات متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ والتزم تجاه متابعيه - خاصة السوريين- بتقديم وصفة تجرّبها وتعدّها ولا تحتاج في أغلب الأحيان لأن يستنفر جيبك حتى تجمع مكوّناتها ولا أن تأتي بلبن العصفور ليصير لك ذلك، كما هو غالبٌ فيما قدّمه طبّاخون آخرون.

فاستطاع الوصول إلى البيوت، دون أن نقرأ فصولًا لإعداد وجبة، بل يمكنك بما هو متوافر لديك أن تقوم بها، وفي الحقيقة ذلك من أبرز ما جعل متابعته والاستعانة به أمرًا متاحًا للجميع، بما يقدمه من خليط متجانس، يُؤثِر فيه المطبخ السوري، ويعرّج على مطابخ الوطن العربي، ويصدّر ثقافات الطعام المختلفة باختلاف الشعوب على مرّ الأيّام.

حيث لم يكن صعبًا أن نحصل على الشيف عمر بما قدّمه وشهد له العالم. مثابرًا على ذلك، وطامحًا لأن يجعل من بساطة بدايته شهرة واسعة وخبرة كبيرة تختصر معها الوقت والكلام.

 فهل ترانا ننفصل عمّا أورثتنا إيّاه أمهاتنا في سورية مهما اختلف المكان، وانتشرنا في بقاع العالم كلّه!؟

إعداد: مروة المنصور


0 Comments

إرسال تعليق