هو أول من فتح باب الحارة وآخر من سطر قصة ريّا وسكينة في (وردة شامية)، إنه صاحب الحبكات القوية.
الكاتب السوري الأستاذ مروان قاووق. كان لنا معه الحوار التالي..-باب الحارة في الجزء الحادي عشر كيف سيكون شكله؟ وهل سيخرج من قالبه القديم أم سيكمل بالخطوط الأولى له إلى مسارات جديدة؟
أنا اليوم بصدد كتابة الجزءين الحادي عشر والثاني عشر والذين ستنتجهما شركة قبنض ويخرجهما محمد زهير رجب، ومن المقرر عرض الجزء الجديد في الموسم الرمضاني المقبل. وستكون نهاية الجزءين مفتوحة للمزيد من الأحداث لنفتح الباب إلى جزء آخر.
سنستمر بسرد الأحداث التي ستتناول حقبة الأربعينات لنسلط الضوء على فترة الاحتلال الفرنسي ومطالبة سورية بالاستقلال. وستفتح بيوت جديدة في الحارة وتغلق أخرى، مما سيجري تغييرا في الشخصيات
-ما سبب استمرارية باب الحارة إلى اليوم رغم الانتقادات التي طالته؟
هناك جدل كبير حول العمل لكنه مطلوب جماهيريا، رغم تراجع شعبيته في سوريا منذ عرض الجزء السادس الذي لم يكن من كتابتي، مما أثر في شعبيته بسبب تشابه موضوعاته وتكرارها. فقد أخذ العمل منحى تجاريا خاصة في الأجزاء التي تلت الجزء الخامس. فقد هبط مستواه وأخذه المخرج بسام الملا إلى مكان لا يشبه نجاحه الأول حتى أصبح شبيها ببرامج الأطفال فلم يعد الملّا يهتم سوى بالمكاسب الماديّة التي سيجنيها من العمل.
ورغم كل ذلك فالقاعدة الجماهيرية للعمل ما تزال عريضة في الخليج، إضافة إلى أنه بوابة مهمة للإعلان تدر على القناة الكثير من المال.
-من هم أبطال العمل الآن؟
سيكون هناك قصصا جديدة أقوى من الجزء العاشر بشخصياته وخطوط أحداثه، فقد اختزلت الكثير من الشخصيات وأخرجتها بقالب لطيف. وقد اتصلت بالكثير من نجوم باب الحارة القدامى لنعيدهم إلى العمل فعادت السيدة سحر فوزي ورنا الأبيض ورامز عطا الله، واعتذر آخرون بسبب انشغالهم أو عدم رغبتهم بالعودة. لكني واثق من عودة الجماهيرية الأولى للعمل بقصصه الجديدة.
هذا يقودنا إلى الحديث عن تراجع جماهيرية العمل والتي كان تغيير الشخصيات أحد أسبابها؛ فقد غابت وجوه أساسية في العمل بسبب الخلافات المادية وغيرها. ومثلما صنع هذا العمل نجوما كثر في الأجزاء الأولى سيصنع نجوما آخرين، فعامل الزمان لابد من مراعاته فهناك سنون مرت وتغييرات طرأت، لذلك فقد بدأت في الجزء العاشر من حارة جديدة، بعد أن شوهت الصورة الأولى للعمل التي بدأتها بفترة 1929 وسلطت الضوء على الحالة الاجتماعية والسياسية قليلا، ليصبح فيما بعد عملا تجاريا ينتج ليسوق بالاسم وليس بالمضمون.
أما الآن فأنا لا أكتب شخصياتي لممثلين محددين، بل أكتب بالعموم مما ينتج أعمالا ببطولات جماعية.
فلست مع الأسلوب المصري القديم الذي يعتمد فردية البطل وانحصار القصة حوله ليجعل من بقية الممثلين عكازا لنجاح العمل.
-أليس هناك مبالغات درامية في تصوير البيئة الدمشقية، وتحديدا صورة المرأة السورية ولباسها؟
نعم صحيح، لكنني حين كتبت العمل في أجزائه الأولى لم أرسم الشخصيات النسائية جميعا بالزي نفسه (الملاءة والغطاء الكامل) إنما كان الزي العام مقتصرا على الحجاب، أما الملاءة فكانت مقتصرة على لباس بعض الشخصيات النسائية المسنّة، لكن المخرج بسام الملا أجرى تعديلات على مظهرها بما رآه مناسبا وخادما للحالة الدرامية.
ونحن نعلم أن هذا الشكل لا يشبه الواقع آنذاك، فالرجال والنساء على حد سواء لم يكن لباسهم بالصورة ذاتها في ذاك الوقت، ويجب أن نعترف أن تقصيرا ناحية هذا الأمر قد حدث مني ومن غيري أيضا.
-هل تؤمن بالرسالة التي يمكن للدراما أن تؤديها، أم أن الدراما تستطيع أن تثبت نفسها رغم خوائها ناحية الفكر؟
الجمهور اليوم يبحث عن البساطة والحلول البسيطة البعيدة عن التعقيد، وربما كان هذا ما قدمني للجمهور بصورة أحبها، فقد قدمت لهم حلولا بسيطة على الدوام.
-لماذا لا تصور أعمال البيئة الشامية اليوم الحالة التاريخية كما كانت؟
هذا صحيح، فالإضاءة على الناحية السياسية طفيفة، لكننا نكتب دراما ولا نتجه إلى التوثيق كما هو الأمر بالنسبة إلى الأفلام الوثائقية.
لذلك فإني لا أعنى بالجوانب السياسية. أما المشاهد الذي يريد أن يستقصي حول هذه الأحداث فليفتح الكتب والمراجع وليخصص ركنا في منزله لهذه الكتب فنحن مجتمعا تعوزه المعرفة وسعة الاطلاع، ولا يمكن اعتماد الدراما بصفتها مرجعا معرفيا وتاريخيا.
لذلك فإني لا أهتم بالمناحي السياسية بقدر اهتمامي بالمناحي الاجتماعية. لكني لم أغفل الجانب التاريخي تماما، وهذا ما نراه في توثيق قصف دمشق بالطائرات الفرنسية في الجزء العاشر.
-انتقالا إلى الحديث عن وردة شامية، فهل من جزء ثان للعمل؟
اعتذرت عن العمل بسبب خلاف مع الشركة المنتجة وتنازلت عن استكمال العمل لصالح كاتب آخر يختارونه هم، لكنني لا أعتقد أن العمل سيستمر بجزء ثان، وإن حدث ذلك فسيكون امتدادا للحكايات التي نسجتها في الجزء الأول.
-وماذا عن مسلسل (الباشا)؟
كتبت الجزء الأول منه واليوم أستكمل الجزءين الثاني والثالث، والمسلسل كاملا من إنتاج مروة غروب وبطولة رشيد عساف وجيهان خماس وسها قيقانو وعبدو حكيم وغيرهم من فناني لبنان.
-بين الشخوص التي كتبتها، من من الفنانين حقق توقعاتك للشخصيات؟
العمل الدرامي عموما يجب أن يكون متكاملا إلا أني أعترف أن ستين بالمئة من الشخصيات التي نسجتها في أعمالي أعطت نتيجة مرضية، ومنهما من أعطى نتائج أفضل من تصوراتي للشخصية.
-ما سبب ابتعادك عن الأعمال الاجتماعية المعاصرة؟
لقد كتبت الكثير من الأعمال المعاصرة كمسلسل تحت المداس والخبز الحرام وغيرها، ولم أبتعد عن هذا النوع عمدا بل إن الجهات المنتجة هي من اهتمت بأعمال البيئة الشامية التي أكتبها، وهناك خمسة أعمال اجتماعية اشترتها مني إحدى الشركات ولم تصوّر بعد.
وأنا اليوم أقول إنني سأصرف اهتمامي إلى الأعمال المعاصرة في المستقبل، وأكرس وقتي لها في الدرجة الأولى.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفحوار ممتع
ردحذف