أنا أوّلُ الشّاكرين لحرفك، ولأوّل معنًى شقّ بحر معانٍ، ولأوّل معجزةٍ جعلت من الإحساس مكتوباً تشرحه كلمات، ولكهفك الذي آوي إليه مُثقلةً بما لا تستطيعه بُحّة صوتي، فأخرج منه معي سِرْبُ قُصاصاتٍ يُلوّحْنَ للقلب الخفيف منهنّ، فينشُرنَ دقّاتهِ قصصاً.
أنا الذين أسندوا إلى ثبات حرفكِ رأس أفراحهم، وأحزانهم، وآلامهم، وآمالهم، ورسموا العالم الذي يريدون بألوانهم، وأمزجتهم، ومطامحهم، فبَدا الواقع أخفّ حملاً، ويمكن الهروب من دمامتهِ من هذا الباب السّحريّ الذي سميّته -على ضوء اسمك- لغةً.
أنا العشّاق الذين باحوا بسرّ الهوى على بابك، ثمّ تَبعهم من ذاقوه، أو ظنّوا به الظنّ الجميل، أو لمحوا خياله، فكتبتهم، فلمْ يعودوا ظلالاً، بل جسد حُبّ "مرسومٍ بالكلمات".
أنا المتمسّكون بكِ كلّهم، هذا الطّمع الأبيض الذي يجعل منكِ المكان، والزّمان، والهُويّة، فلا أسقط في المجهول، ولا أهيم على انتمائي باحثاً عن انتماء.
أجمل ما في هذا العُمر أنّكِ ستبقين عندما يرحل الآخرون تِباعاً، وسأظلّ تحت ضوء معناكِ أراقصكِ، وأنسج منكِ الحكايات حتّى آخر دمع الشّمع في ليالي الفكر والفكرة..
بقلم: نور كريدي
0 Comments
إرسال تعليق