هل سيتحول كوفيد-19 إلى فيروس أكثر خطورة!
فيروس كورونا المستجد الذي اختفت أخباره بالفترة الأخيرة، عاد إلى تصدّر المنصّات الإعلامية، وهذه العودة برزت عبر مقال نشرته صحيفة الغادريان البريطانية تحت عنوان "هل سيتحول كوفيد-19 إلى فيروس أكثر خطورة".
لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع تابعونا في مقالنا التالي.
فيروس كورونا المستجد أو سارس2 أو كوفيد-19 -حسب التسميات الشائعة-، هو شاغل العالم الأول، خطف الأضواء من كلّ النجوم، وسيطر على تفكير معظم سكان الأرض، وحقّق خلال عدّة أشهر أكثر من 4 مليون إصابة مؤكّدة على مستوى العالم، وهو رقمٌ مهولٌ إذا ما قُورِن بالإجراءات الاحترازية المشدّدة التي تم تطبيقها في معظم دول العالم للحدّ من انتشاره.
بالأيّام الأخيرة انتشرت مخاوف جديدة بين العلماء، ترصد احتمالات تحور فيروس كورونا المستجد لشكلٍ جديدٍ يجعله أكتر قابليّةٍ للانتقال والعدوى بين البشر، وهذه المخاوف ترجمتها صحيفة الغارديان البريطانية بتقريرٍ يرصد احتمالات تحوّر الفيروس لصيغةٍ أكتر شراسة.
ولتقدير مدى خطورة هذه الاحتمالات يلزم أوّلاً ذِكر بعض المعلومات الضرورية عن الفيروسات بشكل عام، وطرق تكاثرها وكيف تحدث فيها الطفرات المسببة للتحوّر من شكل لآخر.
المعلومةُ الأهمُّ في حديثنا أنّ كلّ الفيروسات على وجه الأرض تتعرض للطفرات والتغيرات بمرحلة أو بأخرى، والمؤكّد أنّ كوفيد-19 غير مستثنى من إمكانية التحور، والطفرات بشكلٍ عام تنشأ عندما يتكاثر الفيروس داخل خلايا الكائن المضيف، نتيجة أخطاءٍ تُصيب الشيفرة الوراثية للفيروس أثناء عمليّة النسخ والتضاعف، وذلك لأنّ المادة الوراثية للفيروسات غير محمية بشكل كافي، لهذا السبب يكون معدّل تطفريها عادة مرتفع مقارنةً مع الكائنات الحية.
وتنبع أهمية الطفرات الفيروسية من كونها تحدثُ صدفة، ومعظمها لا يسبّب إلّا تأثيراً بسيطاً جداً وغير محسوس، ولكن مع مرور الوقت كلّما زاد معدل الطفرات كلّما تسبّب في تطوّر طفراتٍ مفردةٍ أو متعددةٍ تجعل الفيروس أكتر نجاحاً من حيث تمكينه من الانتشار بسهولة أكبر، وبالتالي تزيد كفاءة الفيروس في إصابة خلايا جديدة مختلفة عن الخلايا التي أصابها.
لهذا السبب يعتبر العلماء أنّ معدّل حدوث الطفرات هو أهمّ العوامل الواجب دراستها لكل فيروس، لأنّ الفيروس كلّما كان أسرع بالتحور، كلّما كان أسرع بتغيير سلوكه، وبالتالي يُصبح أكتر خطورة على الكائن المضيف.
وتطوير لقاحٍ ضد فيروسٍ سريعِ التّطور أمرٌ صعبٌ ومعقد، لأنّه بالوقت الذي يتمّ فيه تطوير اللّقاح يكون الفيروس قد تحوّر وبدأ بمهاجمة أجزاءٍ جديدة من خلايا الكائن المضيف.
فعلى سبيل المثال: الانفلونزا الموسميّة تتطوّر بسرعةٍ كبيرة، لذلك فهي تُصيب سنوياً ملايين النّاس بالرّغم من تعرّضهم المسبق للقاحٍ ضد الانفلونزا، وهكذا تضطّر الشركات لتطوير اللقاحات والأدوية اللازمة للقضاء على الانفلونزا بشكلٍ متواصلٍ وعلى مدار العام.
الآن نعود لموضوعنا الأهم؟
ما هو موقع فيروس كورونا المستجد من كلامنا هذا، وهل معدّل الطّفرات فيه مرتفع ودخل مرحلة الخطر أم أنه ما يزال تحت السيطرة؟؟
حسب مقال صحيفة الغارديان، فالشيفرة الوراثية للفيروس المنتشر حول العالم، انقسمت لعدّة مجموعاتٍ أثناء انتشارها، وهو أمرٌ طبيعيٌ جداُ، وقد حدّد الباحثون في ألمانيا ثلاث مجموعات جينية رئيسيّة للفيروس في شهر نيسان الماضي، وهم المجموعات A وB وC ، ولاحظوا أن المجموعتين A و C ينتشرون بالغالب في قارّتي أوروبا وأمريكا، في حين أنّ المجموعة B هي الأكثر شيوعاً في قارّة آسيا، كما وجدو مجموعاتٍ أخرى أصغر منها ولكنّها محدودة الانتشار.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أنّ العلماء في بريطانيا قد حللوا 13 ألف عيّنة منذ منتصف آذار الماضي، ووجدوا أن الطفرات الجديدة تظهر بمعدل مرتين فقط في الشهر، ما دفعهم لاعتبار أنّ الفيروس لا يزال مستقراً حتى الآن.
وبحسب الصحيفة فإنّ البروفيسور نيك لومان، من جامعة برمنجهام، قال أن جميع الفيروسات التاجيّة متشابهة للغاية، مشدداً على أنّ احتمال تحّور الفيروس حالياً ليس الأولوية، بل منعُ انتشاره هو الأولوية، فهو يُعتبر فيروسٌ مميتٌ بشكله الحالي.
الآن وبعد الانتهاء من استعراض أهمّ ما جاء بمقال صحيفة الغادريان البريطانية حول موضوع الطفرات التي تصيب الفيروس، حان الوقت لأعطيكم رأيي الخاص المبني على تفاصيل المقال.
أهمُ معلومةٍ وردت في المقال أن الفيروس ما يزال مستقراً حتى تاريخ إعداد المقال، ومعدل حدوث الطفرات فيه منخفضٌ مقارنة بالفيروسات بشكل عام.
لذلك فالعالم حالياً دخل بحربٍ مع الزمن، فإذا استمر الفيروس بنفس معدّل التطفير الحالي المنخفض بدون طفراتٍ كبيرةٍ مفاجئةٍ بالأشهر القادمة، وفي نفس الوقت استطاع العلماء إنتاج لقاحٍ فعّال ضده خلال نفس الفترة، فالفيروس بإذن الله إلى زوالٍ كامل، ومصيره النهاية والاختفاء شأنه شأن كلّ الفيروسات التّاجية التي سبقته بالماضي متل سارس-1 وميرس وغيرها.
وبما أنّ الصّبر هو مفتاح الفرج، فسبيلنا الوحيد للتغلب على الفيروس هو الصّبر ثم الصّبر ثم الصّبر مع ضرورة الأخذ بالأسباب والالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية المفروضة على مستوى العالم.
ودمتم بألف خير.
اعداد : محمد هاني حرح
لمزيد من التفاعل حول تفاصيل المقال نتمنى منكم الاشتراك بقناة الكاتب على اليوتيوب من خلال الرابط التالي (هنا)
المصادر : هنا
فيروس كورونا المستجد الذي اختفت أخباره بالفترة الأخيرة، عاد إلى تصدّر المنصّات الإعلامية، وهذه العودة برزت عبر مقال نشرته صحيفة الغادريان البريطانية تحت عنوان "هل سيتحول كوفيد-19 إلى فيروس أكثر خطورة".
لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع تابعونا في مقالنا التالي.
فيروس كورونا المستجد أو سارس2 أو كوفيد-19 -حسب التسميات الشائعة-، هو شاغل العالم الأول، خطف الأضواء من كلّ النجوم، وسيطر على تفكير معظم سكان الأرض، وحقّق خلال عدّة أشهر أكثر من 4 مليون إصابة مؤكّدة على مستوى العالم، وهو رقمٌ مهولٌ إذا ما قُورِن بالإجراءات الاحترازية المشدّدة التي تم تطبيقها في معظم دول العالم للحدّ من انتشاره.
بالأيّام الأخيرة انتشرت مخاوف جديدة بين العلماء، ترصد احتمالات تحور فيروس كورونا المستجد لشكلٍ جديدٍ يجعله أكتر قابليّةٍ للانتقال والعدوى بين البشر، وهذه المخاوف ترجمتها صحيفة الغارديان البريطانية بتقريرٍ يرصد احتمالات تحوّر الفيروس لصيغةٍ أكتر شراسة.
ولتقدير مدى خطورة هذه الاحتمالات يلزم أوّلاً ذِكر بعض المعلومات الضرورية عن الفيروسات بشكل عام، وطرق تكاثرها وكيف تحدث فيها الطفرات المسببة للتحوّر من شكل لآخر.
المعلومةُ الأهمُّ في حديثنا أنّ كلّ الفيروسات على وجه الأرض تتعرض للطفرات والتغيرات بمرحلة أو بأخرى، والمؤكّد أنّ كوفيد-19 غير مستثنى من إمكانية التحور، والطفرات بشكلٍ عام تنشأ عندما يتكاثر الفيروس داخل خلايا الكائن المضيف، نتيجة أخطاءٍ تُصيب الشيفرة الوراثية للفيروس أثناء عمليّة النسخ والتضاعف، وذلك لأنّ المادة الوراثية للفيروسات غير محمية بشكل كافي، لهذا السبب يكون معدّل تطفريها عادة مرتفع مقارنةً مع الكائنات الحية.
وتنبع أهمية الطفرات الفيروسية من كونها تحدثُ صدفة، ومعظمها لا يسبّب إلّا تأثيراً بسيطاً جداً وغير محسوس، ولكن مع مرور الوقت كلّما زاد معدل الطفرات كلّما تسبّب في تطوّر طفراتٍ مفردةٍ أو متعددةٍ تجعل الفيروس أكتر نجاحاً من حيث تمكينه من الانتشار بسهولة أكبر، وبالتالي تزيد كفاءة الفيروس في إصابة خلايا جديدة مختلفة عن الخلايا التي أصابها.
لهذا السبب يعتبر العلماء أنّ معدّل حدوث الطفرات هو أهمّ العوامل الواجب دراستها لكل فيروس، لأنّ الفيروس كلّما كان أسرع بالتحور، كلّما كان أسرع بتغيير سلوكه، وبالتالي يُصبح أكتر خطورة على الكائن المضيف.
وتطوير لقاحٍ ضد فيروسٍ سريعِ التّطور أمرٌ صعبٌ ومعقد، لأنّه بالوقت الذي يتمّ فيه تطوير اللّقاح يكون الفيروس قد تحوّر وبدأ بمهاجمة أجزاءٍ جديدة من خلايا الكائن المضيف.
فعلى سبيل المثال: الانفلونزا الموسميّة تتطوّر بسرعةٍ كبيرة، لذلك فهي تُصيب سنوياً ملايين النّاس بالرّغم من تعرّضهم المسبق للقاحٍ ضد الانفلونزا، وهكذا تضطّر الشركات لتطوير اللقاحات والأدوية اللازمة للقضاء على الانفلونزا بشكلٍ متواصلٍ وعلى مدار العام.
الآن نعود لموضوعنا الأهم؟
ما هو موقع فيروس كورونا المستجد من كلامنا هذا، وهل معدّل الطّفرات فيه مرتفع ودخل مرحلة الخطر أم أنه ما يزال تحت السيطرة؟؟
حسب مقال صحيفة الغارديان، فالشيفرة الوراثية للفيروس المنتشر حول العالم، انقسمت لعدّة مجموعاتٍ أثناء انتشارها، وهو أمرٌ طبيعيٌ جداُ، وقد حدّد الباحثون في ألمانيا ثلاث مجموعات جينية رئيسيّة للفيروس في شهر نيسان الماضي، وهم المجموعات A وB وC ، ولاحظوا أن المجموعتين A و C ينتشرون بالغالب في قارّتي أوروبا وأمريكا، في حين أنّ المجموعة B هي الأكثر شيوعاً في قارّة آسيا، كما وجدو مجموعاتٍ أخرى أصغر منها ولكنّها محدودة الانتشار.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أنّ العلماء في بريطانيا قد حللوا 13 ألف عيّنة منذ منتصف آذار الماضي، ووجدوا أن الطفرات الجديدة تظهر بمعدل مرتين فقط في الشهر، ما دفعهم لاعتبار أنّ الفيروس لا يزال مستقراً حتى الآن.
وبحسب الصحيفة فإنّ البروفيسور نيك لومان، من جامعة برمنجهام، قال أن جميع الفيروسات التاجيّة متشابهة للغاية، مشدداً على أنّ احتمال تحّور الفيروس حالياً ليس الأولوية، بل منعُ انتشاره هو الأولوية، فهو يُعتبر فيروسٌ مميتٌ بشكله الحالي.
الآن وبعد الانتهاء من استعراض أهمّ ما جاء بمقال صحيفة الغادريان البريطانية حول موضوع الطفرات التي تصيب الفيروس، حان الوقت لأعطيكم رأيي الخاص المبني على تفاصيل المقال.
أهمُ معلومةٍ وردت في المقال أن الفيروس ما يزال مستقراً حتى تاريخ إعداد المقال، ومعدل حدوث الطفرات فيه منخفضٌ مقارنة بالفيروسات بشكل عام.
لذلك فالعالم حالياً دخل بحربٍ مع الزمن، فإذا استمر الفيروس بنفس معدّل التطفير الحالي المنخفض بدون طفراتٍ كبيرةٍ مفاجئةٍ بالأشهر القادمة، وفي نفس الوقت استطاع العلماء إنتاج لقاحٍ فعّال ضده خلال نفس الفترة، فالفيروس بإذن الله إلى زوالٍ كامل، ومصيره النهاية والاختفاء شأنه شأن كلّ الفيروسات التّاجية التي سبقته بالماضي متل سارس-1 وميرس وغيرها.
وبما أنّ الصّبر هو مفتاح الفرج، فسبيلنا الوحيد للتغلب على الفيروس هو الصّبر ثم الصّبر ثم الصّبر مع ضرورة الأخذ بالأسباب والالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية المفروضة على مستوى العالم.
ودمتم بألف خير.
اعداد : محمد هاني حرح
لمزيد من التفاعل حول تفاصيل المقال نتمنى منكم الاشتراك بقناة الكاتب على اليوتيوب من خلال الرابط التالي (هنا)
المصادر : هنا
0 Comments
إرسال تعليق