الأحد، 25 أكتوبر 2020

فيروز المسيئة أو فيروز الانسانية أيقونة الصباح!!!

 

من المؤكد أننا لم نتوقع أن نسمع أي كلام عنصري أو جارح من أيقونة الصباح فيروز، لكنّ الزمان تغير والأمور تتضح، والقيم تتطور، إذا نظرنا إلى شعوب العالم نراهم منهمكين بمحاربة القيم البالية والعنصرية وكل مايمكن أن يشتت المجتمع ويصنع ردة فعل سلبية لبعض الأفراد خصوصا الاقليات، ومن واجبنا نحن كشباب عربي أن نحارب الأفكار البالية ونعالج الخلل الموجود في المجتمع ونكون ملتزمين بالقيم الإنسانية ، إذا أردنا أن نعيش في مجتمع عربي سليم يشعرنا بالانتماء والرضى،

مستقبلاً في بلادنا عندما نصل لمستوى أخلاقي وإنساني معين، سوف تسن قوانين بالدول العربية تكافح التمييز العنصري والإساءة بكل أنواعها لأي عرقٍ او دين، إن كان في الكلمات المتداولة، أو في كلمات المسلسلات، أو في الأغاني ، فكثيرٌ من الأغاني تمر بكلمات عنصرية دون أي تدقيق او ملاحظة، كما في إحدى الاغاني للسيدة فيروز التي سوف أتكلم عنها.

من واجبنا كمحبين للسيدة فيروز أن نقاطع هذه الأغنية على الاقل حاليا، من أجل أن يتم حذف المقطع أو تنتسى الأغنية مستقبلا ولا يكون لها أي تأثير على أيقونة الصباح فيروز.

لاشكّ أني أكتب هذا المقال حباً بالسيدة فيروز، ولعدم رغبتي أن تتم مقاطعة أغانيها بكثير من الدول (مثل دول المغرب العربي) بعد أن صارت عالمية.

لم أستطع أن أحتمل فجاجة هذا التركيب الذي لا يتماشى وقيمنا الأخلاقية الحالية وأنا آسفُ لكلّ أحد لن يتقبل انتقادي لأيقونة مثل فيروز.

ببساطة تمر أغنية مثل مصالحة دون أن نركز في الكلمات ودون تدقيق على مدى الأعوام الكثيرة السابقة، ويمر التركيب الذي ينزل ثقيلاً جداً على النفس " وعلى بوابي في عبدين الليل وعنتر بن شداد " الصفة المشتركة بين الشيئين اللون يعني شبهت الليل بالعبد لأنه أسود وطبعا عنترة بن شداد بلونه الأسود لقب بالعبد، وهو تعبير عنصري كبير لا يتوافق والتحضر الأخلاقي الذي نحاول حاليا الوصول إليه والدفاع عنه، (وهل تعلم السيدة فيروز والرحابنة أن أغانيها تذاع في شمال أفريقيا مثلا!!) في كثير من دول العالم المتحضر يعتبر هذا التشبيه إساءة وعنصرية يعاقب عليها القانون.

ويمكن أن نعذر الكاتب والمغنين الكبار في ذلك الزمان على هذه الفظاظة، فقد تعودنا في حياتنا اليومية على كلمات عنصرية أخرى ، مثل تسمية رأس العبد لبعض الحلويات، ولفترة قريبة يسمى الفستق السوداني فستق عبيد!!!! ولكن حاليا يجب محاربة هذه الكلمات والتشابيه التي فيها مافيها من عنصرية، ونرتقي بمجتمعنا لمستوى إنساني أكبر يسود فيه التسامح والاحترام وعدم الإساءة على أساس اللون والدين .

بقلم : ربيع الازرعي

0 Comments

إرسال تعليق