خَرَجَ ولم يَعُد ..
مرَّت سنواتٌ خَمْس ..
وما زالت آثارُ قدميهِ مَطبوعةً بذاكرةِ الحَصى
ورائِحَتُهُ مُتَشبِّثةٌ بِيَاسَمينِ الجُدران
و ما زالت قطَّةُ الحيِّ تنتظره تحت الشُّرْفة بشغف
واليَمَامُ يختار شُبّاكه محطَّةً للراحة والثرثرة
لكنَّه خَرَج ولم يَعُد .. كما البَوحُ يخرجُ من رَحِم الصَّمت
خَرَج ولم يَعُد .. كما الموتُ يخرج من لُبِّ الوجود
وماذا عن تلك الجَديلة ؟
والقنديل نام على كَتِف الظَّلام ..
وقصة جَدَّتِه الطَّويلة ؟
و الغَدُ لم يَعْتَد بَعدُ على لَعنِ الرُّكام ..
ماذا عن حُبِّه الأول ؟
والطِّفلُ من يا تُرى سَيُعلِّمُه الكلام ؟
أَتِشرينُ القوافي سيغفو ؟
أَمْ شيطان الشِّعر ولَّى ومليك النَّثْر نام ؟
ومازالوا و قد خرج ولم يعد ..
خالد خضر
0 Comments
إرسال تعليق