الأحد، 24 نوفمبر 2019

ممالك النار بين الفنيّة والحقيقة

بقلم: نورهان النداف

إثباتا لحقيقة  أو إسقاطا لأخرى. كثيرة هي الأسباب التي تدفع واحدنا للبحث والاستقصاء في صحف التاريخ، إلا أن موضوعية المخطوطات والكتب التاريخية تختلف باختلاف كتابها، وليس هذا بالأمر الجديد على العالم. لكن انتقال التاريخ من ميدان العلم إلى الدراما أمر مخيف يستدعي الحذر. فقد صار المشاهد يتابع ما أعيد تشكيله من التاريخ بما يتناسب وحاجات النجاح الدرامي من توابل إضافية تزكي نكهة الأحداث.. وهنا تحضرنا نظرية أفلاطون في المحاكاة لنرى أن ما نشاهده اليوم هو محاكاة لحقيقة جرت ولكن من الدرجة الثالثة. إنها _بعبارة أخرى_ تبعد درجتين عن الحقيقة. فبعد أن كتب  المؤرخون ما تيسر لهم بما يتناسب ومعتقداتهم ونظرتهم للحياة.. تأتي الدراما لتعيد صياغة المكتوب بقالب جديد تحكمه بشروطها.

ها هي ممالك النار تملأ العين بالصورة البصرية المبهرة، وتمسك السمع بتقنيات غير مسبوقة عربيا، دون أن تنسى المشاهد الرومانسي من أفضالها فتعرض قصة حب هنا ومشهدا جريئا هناك لا ضرورة درامية له سوى رفع نسبة مشاهدة العمل والترويج له بالجدل والانتقادات.تعيدنا هذه القصة بتركيبة شخصياتها إلى ما شاهدناه من صراعات بين الخير والشر. وهي إلى الآن تصور الإنسان بشكل سطحي لم يغص في أعماق الشخصيات ذلك الغوص الذي كنا نراه في سيناريوهات الدكتور وليد سيف. ولا نلمح فيها من بلاغة العرب الكثير مع أن الصنعة اللغوية كانت سمة لكتاب ذلك العصر. 


وليس المقصد هنا إنكار الجهود المبذولة الواضحة أو التقليل منها، ولا إنكار وجود بعض الخطوط الدقيقة في سيرورة الأحداث، ولا يخفى على المشاهد قوة العمل ناحية التمثيل والإخراج، والتي نرجو أن تسير بما يتناسب وهذا الإنتاج الضخم.
العمل من كتابة محمد سليمان عبد الملك وإخراج البريطاني بيتر ويبر. أنتجته شركة جينوميديا وهو من بطولة:
محمود نصر
خالد النبوي
عبد المنعم عمايري
نضال نجم
كندة حنا
رنا شميس
سعد مينا
إلى جانب ضيوف الشرف:
منى واصف
رفيق علي أحمد
رشيد عساف
ديمة قندلفت
وغيرهم من نجوم الدراما العربية.
يتناول آخر مراحل الحكم المملوكي وأولى مراحل الحكم العثماني في المنطقة العربية.
يذكر أن عرض العمل بدأ منذ أسبوع على شاشة mbc1 ويمكنكم متابعة ما فاتكم من حلقات عبر تطبيق SHAHED.

شاركونا آراءكم 

0 Comments

إرسال تعليق