الأحد، 15 ديسمبر 2019

شغف...


كم هتفتُ لحرّيّتك وأنت تغلق خلفك باب كهفك؛ لأنّ أقصى أمانيّ أن تأتي بك إرادة الحـُبّ، لا طَرْقُ يدي، فتقول: "هَدهدي قلبي"، أنا ألهث من العالَم المسعور خلف بابكِ، فألتمس لهذا الحُبّ ماءً بين "صفا" من قلبك و"مروة"، ثمّ أجدني مَن أوى إليك كما كان غارٌ لنبيّ، وما أنا بنبيّ، لكنّني أحمل حُبّ قلبه، واغترابه.
ضيّقةٌ هذه الأرض كما يضيق حذاء، فتثقل الخطوة القادمة، ويوسّعها الحُبّ؛ تجارتنا الرّابحة، وخبرنا الوحيد السّعيد. ستقول: وقاتِلُنا.
ألقِها نظرةً خجلى على هذه البقعة التي جمعت البؤس من أطرافه، أترى فيها مقتولاً يتبسّم، وقاتلاً يبشّر بالنّعيم؟، لهذا سنظلّ نقبّل طيف الحُبّ، السّبب الذي يدعو جثثنا إلى أن تعتدل في مشيتها كلّما تنفّس صبحٌ، وسأظلّ أدسّ رسائلي إليك في جيب الوقت الذي يركض بيننا، وموضوعها الوحيد ما يستجدّ في شرح الحُب، فأنت تعرف قصّة الدّم التي تتكرّر كنقطة في دائرة، وتعرف عن العَفَن الذي يخرج من الإنسان حين يتحوّل إلى هرّةٍ محشورةٍ في الزّاوية يستطيع ضعفها أن يقتلع تفّاحة آدم من الحلق، وتعرف آلام البسطاء، وأنّة المكسورين، وتعرف هنا وهناك، فأيّ جديدٍ في أن أكتب إليك عمّا تعرف؟.
 يا رجائي، النّاس تبحث عن رمزٍ تمجّده، أو تلصق ارتباك فكرتها بقوّته، أو تستجديه، فإن نجا نجت، وإن غرق قالت: أغرقنا، وأنا أمسك طرف ثوب الحُبّ، أمجّد هذا السّيّد الآسر، وأراه فيك، لذا تجدني أهتف لحرّيّتك، وأنت تغلق خلفك باب كهفك، لأنّ أقصى أمانيّ أن تأتي بك إرادة الحُبّ، لا طَرْق يدي..
بقلم : نور كريدي
اقرا المزيد من كتابات نور هنا
.................... 

0 Comments

إرسال تعليق