السبت، 28 ديسمبر 2019

عشرون عاماً من الحب

عشرون عامًا مشت على ذاكرة الفصول الأربعة دون أن ينقضي أثرها..
ما زلت أبحث عن كريم في أزقة دمشق القديمة وعند كلّ سبيل ماءٍ مُعطّل، وما زلت أبحث عن نبيلة في عيون الأمّهات القويّات وفي سمنتهنّ التي تزداد بازدياد الهموم بتناسبٍ طرديٍّ لم ينظّر له العلماء بعد.
وما زلت أرى الجميلة في كلّ حسناء وفي كل مرآةٍ تُذكّرنا أنّ الزّمان يمرّ على أعيننا حين نغفو على سريرٍ منفرد.
والبنات الخائفات من انقضاء بُنوّتهن على حين موت يُذكّرنني ببنات كريم اللَّواتي يَخفن عليه إذا كَثُر سَير الكلام على شفتيه.
عشرون عامًا وما تزال الجميلات الصغيرات رهن جمالهن؛ يُقدَّمن على طبقٍ من أسى لأكثر رجلٍ مثقلٍ بالذّهب. كفاتن هنّ يُحببن عيش الأميرات ورأي الجميلة دستورهن.
ما زلت أنتظر عادلي وأرقب حبّه ليلى كما لو كنت عليا التي أهلكها فنجانها.  كأني كنت شاهدةً على حبهما وكأني شاركتهما مقاعد كليّة الحقوق. أراقبهما وأسمع صوت عادل يقول (ليلى أنا بحبك).
ما زال عادل في بيته البارد يتوسّد الوحدة راضيًا بظلّ ليلى إلى جنبه ونارة تضيء بقلبه وتحرقه بلظى وحدته.
يرقّ نجيب على حاله إذا عاشها في الشتاء فعاد وحيدًا مهمّشًا في الوجود يضيق بحبّه المنكتم يخبّئ بطولاته الخرساء ليحكيها من له صوت وفم.
لقد غاب عني لوقتٍ طويلٍ أنّ الفصول الأربعة عامٌ وأنّ موسيقاها لفيفالدي وصرت أحسُّ الفصول جميعًا ببيت كريمٍ وخردته وأسطوانات الأغاني القديمة والحَمَامات التي تأوي إلى بيت البنات وقطط الحي التي تهتدي إليه ب (يا هادي يا دليل)
بقلم: نورهان النَّّداف

0 Comments

إرسال تعليق