الأربعاء، 1 يناير 2020

لم ينتهِ الوقتُ بعد

لم تنتهِ المُهلة بعد، ولم تنفد الأيّام، وهناك متّسع من الوقت لحدوث ما لم يحدث، وفعل المؤجّل، أو سجين التّردّد.
ليست الحياة ما يمنحني هذا الحماس تجاه البداية، وهذه الرّغبة في أن أضع قدمي على عتبةٍ جديدةٍ، وحده حُسن الظنّ بالله ما يجعلني أبدأ العدّ من أوّله، وإنْ بخطوةٍ متوجّسة، وقلبٍ يلهج بالدّعاء: يا ربّ، النّجاة.. النّجاة. 
كنت أفكّر في قائمة الرّغبات، والواجبات، والأحلام التي  يرتّبها النّاس في بداية كلّ عام، ويَعدون أنفسهم بأن تمتلئ بها أيّامهم، فوجدتُ أنّ ما أريد لا يحتاج إلى قائمة، وأنّه يُعدّ على الأصابع، لا لقلّته، فهو عندي أكثر ممّا يرغبون، بلْ لثباته في فكري، فكان كلّ ما عداه تحصيل حاصل، وفي متناول اليد على مَرّ سنواتٍ خَلَت، فهذه البنت التي يظنّ المُطّلع على حياتها أنّها تخطّط لبناء سُلّمٍ يصل إلى نجمها البعيد، لا تريد من الحياة سوى بيتٍ صغيرٍ هادئ، ووقتٍ تملكه لتختلي بالحرف، وطفل، وأودّ أن أستغلّ هذا الحديث عن الرّغبات في أن أقول إنّ المرأة -في الغالب- تدور في فلك البحث عن شريكٍ للحياة بحثاً عن كنزها، عن معجزتها التي تُحسب لها ولا يد لها فيها، عن إنسانٍ يحبّها حُبّاً خالداً غير مشروط، عن وليد رغبتها في الحياة الذي تفرٔغ فيه أناها، لتكون أوّل أنانيّةٍ محبوبة، ثمّ يأتي آدم الحبيب الذي يعجبه وَهم أنّه وحده الغاية. لا أرغب في أكثر من هذه الأشياء من حياةٍ بات المرء فيها يساوي رصاصةً طائشة. 
ها هو اليوم الأوّل يشارف على المُضيّ على روحي، وقلبي يلهث من سرعة الأيّام، فأرجو من الله سبحانه الذي أعيش في لُطفه، ألّا يجعل لقسوة الوقت سلطاناً على قنديل شغفي، ولا للؤم الحياة سيفاً على رقبة ما أريد.
بقلم: نور كريدي

0 Comments

إرسال تعليق