![]() |
الاوساخ في شوارع برلين عقب رأس السنة |
انتهت حفلات رأس السنة في الكثير من دول العالم الأول وكتنت _كما رأينا_ من الرقي والجمال مايحبس الانفاس , لكن أهي الحقيقة والوجه الوحيد للحكاية؟
هل منظورنا للمجتمع الغربي منقوص ومن جهة واحدة لا تنظر إلى المعطيات والجوانب الأخرى التي ربما تدهشنا كثيرا؟
ولم التفاجؤ الدائم الذي يبدو علينا عندما نرى هذا المجتمع المتقدم ثقافيا يشبه مجتمعاتنا في الكثير من الجوانب؟
نحن لا ننكر أن المجتمعات الغربية تتقدم علينا بفارق ثقافي كبير، لكننا نريد أن نسلط الضوء على بعض الأخطاء الموجودة في مجتمعاتنا والتي لايمكننا ان ننهض دونها .
بينما يسير الساهرون في الشوارع في نهاية حفل رأس السنة في برلين عاصمة ألمانيا تفصح هذه المشاهد عن وجه جديد للحياة، فلو أنها كانت في شوارع دمشق مثلا كما حصل في نهاية احتفالات معرض دمشق الدولي أو في الشوارع بعد الاحتفالات، لضجت مواقع التواصل الاجتماعي بذلك وأخذ الإعلام دوره السلبي في الذم والازدراء من أخلاق المجتمع السوري، عدا عن رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن سينهالون بالسب والذم ورشق الاتهامات.
نعم هذه حالنا ببساطة لم نخرج من مرحلة الذم فالكل يعي الصواب ويعرف أن تلك الأفعال خاطئة لكن _للأسف الشديد_ فمجتمعنا السوري مازال يقف موقفا سلبيا من المشاكل الأخلاقية التي تواجهنا.
ببساطة، لايوجد أي تشجيع فالمجتمع هو مرآة تعكس انفعالاتنا جيدا، فتخيل عزيزي القارئ لو انتقلنا لمرحلة التحفيز وعكسنا الإيجابية على المجتمع, ألن يعكسها المجتمع علينا في النهاية؟ يمكننا ببساطة الانتقال من اتهام الآخر والازدراء من هذه الأفعال إلى التحدث بإيجابية والتشجيع على الأفعال والحلول فلم نرى أي من الصفحات العامة أو الشخصية تحرض على تنظيف الشوارع وإيجاد حلول، حيث يمكننا بوصفنا أفراد القيام بها وتحفيز المجتمع على التصرفات الإيجابية، وكثر الذم لن يولد إلا المزيد من السلبية التي سوف تنعكس علينا .
في النهاية يحمل مجتمعنا السوري الكثير من القيم والأخلاقيات التي توازي المجتمعات المتقدمة بفوارق بسيطة، فالمجتمعات الأوربية ليست بهذه الصورة الصافية التي نراهم بها فهم في النهاية بشر مثلنا فيهم من الغرائز والبواعث النفسية مافينا وفيهم من الأخطاء البشرية والفكرية مافينا لكنهم يسلطون الضوء على الإيجابيات ويتفادون السلبيات، أما نحن فنسلطه على السلبيات ونُغرق في تهويلها متعامين عن أي إيجابية أو محاولة لتطويرها.
الدافع الذاتي الكبير والمسؤولية قد يحلان القضية.. فحاول أن تبدأ بنفسك بعيدا عن النقد الهادم، فما تعكسه من إيجابية ينعكس عليك في النهاية .
من يرانا ونحن نزرع النجوم في السماء لابد سيعود ليؤمن بأن الشمس تشرق هنا من جديد.
بقلم : ربيع الازرعي
0 Comments
إرسال تعليق