عشرة أعوام على وجه التّقريب في غَزْل معاني الحُبّ، ومواقفه، وعثراته، ويده البيضاء، على نَول هذه اللغة العظيمة. عشرة أعوامٍ من كتابة المشاعر التي تتقاطع معها مشاعر قلوبٍ كثيرةٍ أعرفها ولا أعرفها، وإلى الآن أسأل نفسي: ما الحُبّ؟
من أكثر مزاياه إثارةً للرّغبة فيه، وصناعةً للهالة التي نحسّها حوله، هي أنّه غير قابل للتّعريف، ولا للشّرح، بل تجده يتفرّد كنصٍّ عالٍ اجتُمع على أنّ علوّه في كونه كثير التأويل، ويأخذ -في كلّ مرّةٍ يصيب فيها اثنين- شكلَ حالتهما الخاصّة، وظروفها، وطقوسها، وقوّتها، وهشاشتها، وقسوتها، ولينها، وجنونها، وهدوئها، ولذلك يدهش أصحابه، ومن يقرؤون عنه، ومن يحلمون به بهذه المرونة التي يبدّل بها شخوصه، ويقلّب بها العشّاق على ناره.
كنت، وما زلت، أراه الموضوع الأكثر أهمّيّةً الذي تجدر الكتابة عنه، وأن يشغل النّاس، ويثيرهم، ويحظى بانتظارهم؛ لأنّه أكبر من اثنين مسّتهما "كهرباء الحُب"، ويعدوهما إلى مجتمعٍ بأسره يحتاج إلى الحُب.
وأقلّب النّظر فيما يحدث كلّه، فيؤكّد لي فقر العالم إلى العاطفة، الذي نراه عند الأطفال على شكل الخوف، والعنف، والتّخلّي عنهم، وموتهم حيث لا نصدّق، ونراه عند المراهقين على شكل ضياعٍ، وانعدام ثقةٍ بالنّفس، واضطّرابٍ، وتنمُّرٍ، ونظرةٍ دونيّةٍ لا تراعي هذه السّنّ الحرجة التي لا تملك حلّاً وسطاً في أمر العاطفة، تذهب إلى أقصى النّقيضين، ونراه عند من يكبرهم سنّاً على شكل علاقاتٍ هشّة، وعائلاتٍ مفكّكة، وهروبٍ نحو من يستطيع أن يحتمل عبء راشدٍ مُتعَبٍ يبحث عن قيمته في عينٍ دافئة، وقلّما يجدها.
منذ أنْ وَعى فكري هذا الشّرخ الذي يُحدثه غياب الحُبّ مجّدته، ولُذت به حين خفت الزّمان خارجه، وتحصّنت به من أن تجرّ قدمي هاوية فقدانه، فكان الحُبّ، وكانت الكلمة، وكنت أنا 💙
بقلم: نور كريدي
0 Comments
إرسال تعليق