بين كل 59 طفلا حالة توحد
نسبة المصابين من الذكور أكثر بأربع مرات من الإناث
التوحد اضطراب نمائي عصبي لا ينشأ بسبب البيئة والمجتمع.
هل من أسباب؟
هل من علاج؟
لم يزل سبب اضطراب طيف التوحد مجهولا إلى اليوم وإن تعددت الأقوال حول ذلك إلا أن جميعها بقي في دائرة التوقع والشبهة دون برهان قاطع.
فلا يمكن لأحد للأسف اجتناب هذا الاضطراب في أثناء الحمل أو ما بعد الولادة وهو ما لا يلغي ضرورة الحذر من أي حادث تتعرض له الأم.
جملة من المغالطات الدارجة عن اضطراب طيف التوحد والمزيد من التفاصيل فيما يلي:
1- يولد هذا الاضطراب بولادة صاحبه إلا أن أعراضه لا تظهر قبل سن الثالثة، الأمر الذي يدفع الكثيرين للظن بأنه ينشأ فجأة بسببب سوء التعامل مع الطفل أو إهمال التواصل الواقعي معه أو لأسباب أخرى كالحسد والسحر وما إلى ذلك من اعتقادات غير صحيحة.
2- معظم الناس يسم هذا الاضطراب بالمرض وهو في الحقيقة ليس مرضا بالمعنى الدقيق للكلمة، فهو اضطراب نمائي عصبي يرافق صاحبه مدى الحياة ولا شفاء منه أبدا وإن كانت هناك عوامل تساعد في الحد من شدته وظهور أعراضه. ودقد لا يتقبل الأهل هذا الأمر ويوهمون أنفسهم بعكس ذلك آملين تماثل ابنهم للشفاء ليواجهوا الخيبة فيما بعد.
3- ليس من الضروري أن يكون صاحبه عاجزا عن الكلام، فهو يختلف في أعراضه وشدته من شخص لآخر، فهناك أشخاص يستجيبون للعلاج والتأهيل النفسي ويصبحون قادرين على النطق إلا أن الأكثرية لا تستطيع الكلام حتى لو حازت الدعم والتأهيل اللازم.
وهو ما يتأثر بأساليب التنشئة الخاطئة التي تزيد من شدة الأعراض كما ذكرنا سابقا لكنها لا تؤدي إلى التوحد.
4- التوحد ما بعد سن البلوغ:
ذكرنا أن التوحد اضطراب لا شفاء منه يستمر مدى الحياة، فلا تأثير لسن البلوغ في تماثل صاحبه للشفاء.
5- لا يؤثر اضطراب طيف التوحد في نسبة الذكاء خلافا لما هو سائد بأن الطفل التوحدي ليس بذكاء الآخرين، وإن لوحظ انخفاض نسبة ذكاء بعض المضطربين فيرجع ذلك إلى اضطراب آخر مرافق للتوحد كالتخلف العقلي.
علاوة على ذلك فإن المضطرب قد يتمتع بنسبة ذكاء مرتفعة تمكنه من أن يكون مبدعا وبارعا في مجال ما إذا ما نال العناية التي يستحق.
أهمية العلاج النفسي لاضطراب طيف التوحد:
ذكرنا أن هذا الاضطراب غير قابل للشفاء بصورة تامة مهما بلغ جهد الحالة ومن حولها إلا أن التأهيل وإيلاء الاهتمام اللازم كفيلان بتحسين سوية الشخص والتخفيف من أعراض الاضطراب إلى حد كبير يختلف بين شخص وآخر، حتى أن هناك أشخاصا يبدون للآخرين كالأشخاص الأسوياء وهو ما يرجع أيضا إلى استجابة الحالة للتأهيل بالإضافة إلى التزام الأهل بخطة التأهيل والدعم النفسي.
ويبقى البيت هو الملاذ الأول والأخير مهما كانت الجلسات مفيدة فلن تؤدي إلى نتائج جيدة ما لم يكن المصاب مرتاحا في بيته دون أن يشعر برفض أهله له وخيبتهم من حاله.
بالإضافة إلى دعم المجتمع المحيط وتعليم الأطفال تقبل هؤلاء الأشخاص واحتضانهم.
كتبته: نورهان النداف
بالاستزادة من الأستاذة: بثينة العمادي/ أحد أفراد طاقم مركز الرعاية النفسية الشاملة.
0 Comments
إرسال تعليق