أشهر حوادث اختفاء البشر واللغز الغامض الذي يلفّها
هل سمع أحدكم عن حادثة اختفاء انسانٍ بشكلٍ مباشرٍ وأمامَ أعين البشر؟
وهل سمعتم عن حالات اختفاءٍ جماعيٍّ للبشر بظروفٍ غامضةٍ ومجهولة؟
يُعدّ لغز اختفاء البشر بحوادث مختلفةٍ أحد أكبرِ الألغاز التي حيّرت العلماء على مرّ العصور، وقد نتج عنها الكثير من التحليلات والتفسيرات، بعضها خرافيٌّ وبعضها اعتمد العلم والمنطق، ولكن هل تمّ حل هذا اللغز الغامض والمثير للجدل؟ تابعوا مقالنا لتعرفوا المزيد.
في مقالة اليوم سأتناولُ الحديث عن حادثتين شهيرتين ومثبتتين لاختفاء البشر، أولهما حادثةُ اختفاءٍ فردية، وثانيهما حادثةُ اختفاءٍ جماعيٍّ للبشر.
المزارع "ديفيد لانج" كان يمشي واختفى بشكل مفاجئ أمام أعين 6 من البشر.
تعود هذه القصة للعام 1880، وتحديداً بتاريخ 23 أيلول أي قبل 140 سنة، وقد ذكرها الباحث والكاتب المعروف "رودني ديفيز" في كتابه الشهير "Supernatural Disappearance"، حيث يسرد الكاتب تفاصيلها بشكل مثير للفضول، فقد كان المزارع ديفيد يعمل بمزرعته في مدينة جولتين الأمريكية، وكانت معه زوجته وطفليه وخادمته صوفي، وفي هذه الأثناء أقبل عليهم ضيفان هما قاضي البلدة ومعه رجل جاء لشراء المزرعة من صاحبها ديفيد، وخلال دنوّ الضيوف من المزرعة ، ترجّل ديفيد من مكانه وباشر السّير تجاه الضّيوف تمهيداً لاستقبلاهم والترحيب بهم، ولكن هنا حدثت المفاجأة، حيث اختفى ديفيد بشكلٍ غريبٍ أما ناظري ضيوفه وزوجته وخادمته وأولاده.
في البداية ظنّ الجميع أنّ ديفيد قد سقط في حفرةٍ ما في المزرعة، ما دفعهم للركض مباشرةً نحو نقطة اختفاءه بحثاً عنه وعن الحفرة التي وقع بها، ولكنّ المفاجئ أنّهم لم يجدو أيّ أثرٍ لأيّ حفرةٍ ولا أيّ أثرٍ لديفيد الذي اختفى على طريقة المثل المعروف "انشقت الأرض وبعتوا" وكذلك المثل الشهير "فص ملح وداب"، ولحد اليوم لم يُسمع أيّ خبر عن المزارع المختفي ديفيد.
وقد استمدّت هذه الحادثة قوتها من حدوثها أمام 6 شهود مختلفين لا تربطهم صلة، وكذلك توثيقها في سجلات الشرطة وصحف الولاية في ذلك الزمان.
القصة الثانية التي سأتناولها اليوم في مقالي، تتحدث عن اختفاء 115 شخصاً من جزيرة روانك في الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 1584 ونتيجة الحروب التي اجتاحت إنكلترا في ذلك الوقت، فقد قررت مجموعةٌ من الناس الهروب من ويلات الحرب، والبحث عن ملجئ جديد يعيشون فيه ويستوطنوه، وركبوا البحر بحثاً عن أرضهم المنشودة، حتى وصلوا إلى جزيرةٍ تسمى روانك وقرروا استيطانها والعيش فيها، ولكن لسوء حظهم شهدوا على أرض الجزيرة مناخاً قاسياً استمرّ حوالي 16 عاماً حتى استقر المناخ في أرضهم الجديدة وعندها باشروا بزراعة الأراضي للاستفادة من المحاصيل، وكان من بينهم قطّان يُدعى "جون وايت"، أخذ على عاتقه مهمّة الإبحار في رحلاتٍ سنويةٍ بهدف بيع منتجات المحاصيل المزروعة، وشراء المستلزمات الضرورية للحياة بثمنها، ولكن لسوء حظه ففي أحد الرحلات صادفه هجوم مفاجئ للإسبان على إنكلترا، ما أبقاه عالقاً في المنطقة المضطربة قرابة الثلاث سنوات قبل عودته إلى جزيرة روانك.
وعند وصوله إلى الجزيرة وجدها خالية تماماً من جميع المستوطنين الذين تركهم فيها، والغريب أنّه وجد المنازل والمواشي والآثار ثابتة كما تركها دون أيّ تغيير، ما دفعه للبحث في أنحاء الجزيرة، حتى وجد شجرةً نُقش عليها كلمة "Crotan" وهي اسم جزيرة قريبة، ومباشرةً جمع القطان رجاله وذهبوا إلى هذه الجزيرة بحثاً عن المفقودين الذين لم يجد لهم أثراً رغم استمراره بالبحث عنهم حتى وفاته.
في ذلك الزمان ظهرت الكثير من النظريات والأقاويل حول اختفائهم ، فالبعض يقول أنهم ماتوا من الجوع، أو تعرضوا لإبادةٍ جماعيةٍ من الهنود الحُمر, ويذهب آخرون إلى فرضية تفرقهم في الجزر واندماجهم بالمجتمع المحلي.
أما في العصر الحديث فقد حاول بعض الباحثين معرفة مصير هؤلاء المستوطنين المفقودين، حيث قاموا بعمليات تمشيطٍ واسعةٍ لجميع الجزر المحيطة، بحثاً عن مقابر جماعيةٍ أو رفاتٍ أو أيّ أثر لجثث المفقودين، دون أن يجدوا أيّ دلالة على موتهم، كما حاولوا البحث عن نسلهم عن طريق تحليل الحمض النووي للسكان الحاليين للجزر، وللأسف لم يجدوا أي سلالةٍ منحدرةٍ من نسلهم، وبقي مصيرهم مجهول حتى تاريخ اليوم.
إذاً لغزُ اختفاء البشر ما يزال حتى اليوم أحد أكبر الألغاز المحيّرة للعلماء والبشرية، ولتفسير هذا اللغز الغامض نشأت الكثير من الأساطير والخرافات عن قوى خفية، وقوى ما وراء الطبيعة وعالم الأشباح، ولكن مع تطور وتقدم علوم الفيزياء الحديثة، ظهرت نظريةٌ جديدةٌ تبنّاها عددٌ من العلماء والباحثين، سُميت بنظرية "بوّابة الزمن"، فمؤيّدي هذه النظرية افترضوا وجود بواباتٍ زمنيةٍ تُعتبر بمثابة أنفاق تربط بين البعد المادّي الملموس والأبعاد الأخرى المجهولة، وهي أشبه ما تكون بالمطارات التي تنقل المسافر عبرها لمناطق مجهولة، وهذه البوابات موجودة على الأرض وفي الفضاء، وقد تفتح أبوابها وتبتلع الإنسان بشكلٍ مفاجئٍ في أيّ زمانٍ أو مكانٍ وتخفيه للأبد.
وحتى تاريخ إعداد المقال لم يستطع العلماء تحديد العوامل الفيزيائية والجيولوجية التي تُساهم في ولادة البوابات الزمنيّة، حيث رجّح هؤلاء العلماء أنّها تحدث بشكلٍ مؤقتٍ وعشوائيٍ وغير مرئي، وذكروا أنّ كلّ من يدخل هذه البوابات يختفي بهدوء.
هذه النظرية أخذت شعبيّة كبيرة ونالت قدراً كبيراً من الاهتمام، لدرجة صناعة عددٍ كبيرٍ من أفلام الخيال العلميّ التي تعتمد هذه النظرية لتفسير اختفاء البشر، وكذلك تفسير اختفاء بعض الجزر من البحار والمحيطات بشكلٍ غامضٍ وغريب.
اعداد : محمد هاني حرح
لكلّ من أكمل قراءة المقال حتى النهاية، أتمنى سماع رأيكم وتفسيركم لحوادث اختفاء البشر، وهل تؤمنون بوجود بوّابات الزمن، أم أنها بنظركم مجرد خيال علمي مستحيل الحدوث.
يُسعدنا مشاهدتكم لرابط الفيديو المرفق التابع لقناة الكاتب على اليوتيوب، هنا
هل سمع أحدكم عن حادثة اختفاء انسانٍ بشكلٍ مباشرٍ وأمامَ أعين البشر؟
وهل سمعتم عن حالات اختفاءٍ جماعيٍّ للبشر بظروفٍ غامضةٍ ومجهولة؟
يُعدّ لغز اختفاء البشر بحوادث مختلفةٍ أحد أكبرِ الألغاز التي حيّرت العلماء على مرّ العصور، وقد نتج عنها الكثير من التحليلات والتفسيرات، بعضها خرافيٌّ وبعضها اعتمد العلم والمنطق، ولكن هل تمّ حل هذا اللغز الغامض والمثير للجدل؟ تابعوا مقالنا لتعرفوا المزيد.
في مقالة اليوم سأتناولُ الحديث عن حادثتين شهيرتين ومثبتتين لاختفاء البشر، أولهما حادثةُ اختفاءٍ فردية، وثانيهما حادثةُ اختفاءٍ جماعيٍّ للبشر.
المزارع "ديفيد لانج" كان يمشي واختفى بشكل مفاجئ أمام أعين 6 من البشر.
تعود هذه القصة للعام 1880، وتحديداً بتاريخ 23 أيلول أي قبل 140 سنة، وقد ذكرها الباحث والكاتب المعروف "رودني ديفيز" في كتابه الشهير "Supernatural Disappearance"، حيث يسرد الكاتب تفاصيلها بشكل مثير للفضول، فقد كان المزارع ديفيد يعمل بمزرعته في مدينة جولتين الأمريكية، وكانت معه زوجته وطفليه وخادمته صوفي، وفي هذه الأثناء أقبل عليهم ضيفان هما قاضي البلدة ومعه رجل جاء لشراء المزرعة من صاحبها ديفيد، وخلال دنوّ الضيوف من المزرعة ، ترجّل ديفيد من مكانه وباشر السّير تجاه الضّيوف تمهيداً لاستقبلاهم والترحيب بهم، ولكن هنا حدثت المفاجأة، حيث اختفى ديفيد بشكلٍ غريبٍ أما ناظري ضيوفه وزوجته وخادمته وأولاده.
في البداية ظنّ الجميع أنّ ديفيد قد سقط في حفرةٍ ما في المزرعة، ما دفعهم للركض مباشرةً نحو نقطة اختفاءه بحثاً عنه وعن الحفرة التي وقع بها، ولكنّ المفاجئ أنّهم لم يجدو أيّ أثرٍ لأيّ حفرةٍ ولا أيّ أثرٍ لديفيد الذي اختفى على طريقة المثل المعروف "انشقت الأرض وبعتوا" وكذلك المثل الشهير "فص ملح وداب"، ولحد اليوم لم يُسمع أيّ خبر عن المزارع المختفي ديفيد.
وقد استمدّت هذه الحادثة قوتها من حدوثها أمام 6 شهود مختلفين لا تربطهم صلة، وكذلك توثيقها في سجلات الشرطة وصحف الولاية في ذلك الزمان.
القصة الثانية التي سأتناولها اليوم في مقالي، تتحدث عن اختفاء 115 شخصاً من جزيرة روانك في الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 1584 ونتيجة الحروب التي اجتاحت إنكلترا في ذلك الوقت، فقد قررت مجموعةٌ من الناس الهروب من ويلات الحرب، والبحث عن ملجئ جديد يعيشون فيه ويستوطنوه، وركبوا البحر بحثاً عن أرضهم المنشودة، حتى وصلوا إلى جزيرةٍ تسمى روانك وقرروا استيطانها والعيش فيها، ولكن لسوء حظهم شهدوا على أرض الجزيرة مناخاً قاسياً استمرّ حوالي 16 عاماً حتى استقر المناخ في أرضهم الجديدة وعندها باشروا بزراعة الأراضي للاستفادة من المحاصيل، وكان من بينهم قطّان يُدعى "جون وايت"، أخذ على عاتقه مهمّة الإبحار في رحلاتٍ سنويةٍ بهدف بيع منتجات المحاصيل المزروعة، وشراء المستلزمات الضرورية للحياة بثمنها، ولكن لسوء حظه ففي أحد الرحلات صادفه هجوم مفاجئ للإسبان على إنكلترا، ما أبقاه عالقاً في المنطقة المضطربة قرابة الثلاث سنوات قبل عودته إلى جزيرة روانك.
وعند وصوله إلى الجزيرة وجدها خالية تماماً من جميع المستوطنين الذين تركهم فيها، والغريب أنّه وجد المنازل والمواشي والآثار ثابتة كما تركها دون أيّ تغيير، ما دفعه للبحث في أنحاء الجزيرة، حتى وجد شجرةً نُقش عليها كلمة "Crotan" وهي اسم جزيرة قريبة، ومباشرةً جمع القطان رجاله وذهبوا إلى هذه الجزيرة بحثاً عن المفقودين الذين لم يجد لهم أثراً رغم استمراره بالبحث عنهم حتى وفاته.
في ذلك الزمان ظهرت الكثير من النظريات والأقاويل حول اختفائهم ، فالبعض يقول أنهم ماتوا من الجوع، أو تعرضوا لإبادةٍ جماعيةٍ من الهنود الحُمر, ويذهب آخرون إلى فرضية تفرقهم في الجزر واندماجهم بالمجتمع المحلي.
أما في العصر الحديث فقد حاول بعض الباحثين معرفة مصير هؤلاء المستوطنين المفقودين، حيث قاموا بعمليات تمشيطٍ واسعةٍ لجميع الجزر المحيطة، بحثاً عن مقابر جماعيةٍ أو رفاتٍ أو أيّ أثر لجثث المفقودين، دون أن يجدوا أيّ دلالة على موتهم، كما حاولوا البحث عن نسلهم عن طريق تحليل الحمض النووي للسكان الحاليين للجزر، وللأسف لم يجدوا أي سلالةٍ منحدرةٍ من نسلهم، وبقي مصيرهم مجهول حتى تاريخ اليوم.
إذاً لغزُ اختفاء البشر ما يزال حتى اليوم أحد أكبر الألغاز المحيّرة للعلماء والبشرية، ولتفسير هذا اللغز الغامض نشأت الكثير من الأساطير والخرافات عن قوى خفية، وقوى ما وراء الطبيعة وعالم الأشباح، ولكن مع تطور وتقدم علوم الفيزياء الحديثة، ظهرت نظريةٌ جديدةٌ تبنّاها عددٌ من العلماء والباحثين، سُميت بنظرية "بوّابة الزمن"، فمؤيّدي هذه النظرية افترضوا وجود بواباتٍ زمنيةٍ تُعتبر بمثابة أنفاق تربط بين البعد المادّي الملموس والأبعاد الأخرى المجهولة، وهي أشبه ما تكون بالمطارات التي تنقل المسافر عبرها لمناطق مجهولة، وهذه البوابات موجودة على الأرض وفي الفضاء، وقد تفتح أبوابها وتبتلع الإنسان بشكلٍ مفاجئٍ في أيّ زمانٍ أو مكانٍ وتخفيه للأبد.
وحتى تاريخ إعداد المقال لم يستطع العلماء تحديد العوامل الفيزيائية والجيولوجية التي تُساهم في ولادة البوابات الزمنيّة، حيث رجّح هؤلاء العلماء أنّها تحدث بشكلٍ مؤقتٍ وعشوائيٍ وغير مرئي، وذكروا أنّ كلّ من يدخل هذه البوابات يختفي بهدوء.
هذه النظرية أخذت شعبيّة كبيرة ونالت قدراً كبيراً من الاهتمام، لدرجة صناعة عددٍ كبيرٍ من أفلام الخيال العلميّ التي تعتمد هذه النظرية لتفسير اختفاء البشر، وكذلك تفسير اختفاء بعض الجزر من البحار والمحيطات بشكلٍ غامضٍ وغريب.
اعداد : محمد هاني حرح
لكلّ من أكمل قراءة المقال حتى النهاية، أتمنى سماع رأيكم وتفسيركم لحوادث اختفاء البشر، وهل تؤمنون بوجود بوّابات الزمن، أم أنها بنظركم مجرد خيال علمي مستحيل الحدوث.
يُسعدنا مشاهدتكم لرابط الفيديو المرفق التابع لقناة الكاتب على اليوتيوب، هنا
0 Comments
إرسال تعليق