الثلاثاء، 30 يونيو 2020

يزن السيد بموقف محرج نتيجة إعلان!


تبدأ القصّة وتنتهي بتصوير إعلانٍ لشركة تكسي؛ حيث يمثّل يزن السيّد الصّورة النّمطيّة المزروعة في مخيّلة الّلبنانيّين عن الإنسان السوري؛ وهي أنّه إنسانٌ همجيٌّ، ومتحرّشٌ، ولا يفوّت أيّة الفرصة.
يصعد رجُلٌ سيّارة تكسي التي يقودها يزن السيّد، وبالطبع يقوم يزن السيّد بتمثيلٍ لا مثيل له للصّورة الهمجيّة للسائق منعدم الأخلاق، فيشرب النرجيلة، ويأكل، ويقوم بالتحرّش بالزبون، وهو يستمع إلى الأغاني الشعبيّة السوريّة.
نحن لانتحدث عن يزن السيد بالتحديد لانه يمكن ان يكون قد تعرض لعملية خداع ولم يأخذ اي ابعاد، يمكن ان تكون خلف الاعلان ، لكن عن جميع الفنانين السورين الذين يمكن ان يكونو اداة لعملية تشويه الصورة السورية!
قد يكون الجهل هو السبب، ولكن هل يُعقل أن يكون الفنّانٌ جاهلاً؟!
هل يُعقل أن يبيع الإنسان كرامته وكرامة شعبه من أجل المال؟ وهل يَعي الفنّان أنّه معنيٌّ بهذه الصورة، وأنّه يُحسب من جملة الشّعب السوري الذي يشوّه صورته؟ أم إنّه يظنّ أنّ الّلبنانيّين والعرب سوف يستثنونه من المعادلة، وأنّ سورية طبقاتٌ اجتماعيّةٌ وليس الجميع سواسية فيها؟!
هذا المقطع تشويهٌ للصّورة السوريّة كاملةً، واستهانةٌ بملايين السوريّين المثقّفين والمتعلّمين، الذين لا يمكن أن يتقبّلوا هكذا تصرّفات. حتّى سائقو التكسي في سورية لديهم من الأخلاق والكرامة ما يفوق هكذا ممارسات.
فإلى أين نحن ماضون بعدم انتمائنا؟ الشّعوب جميعها تجتهد لبناء صورةٍ جميلةٍ وحضاريّةٍ عن البلد والوطن الذي ينتمون إليه، ونحن نجتهد في عدم الانتماء، وتشويه الصّورة العامّة، وخلق ثغراتٍ لتدخل منها سائر الشّعوب، وتأخذ ما تشاء من صور تعرّينا.
اعداد : ربيع الازرعي

0 Comments

إرسال تعليق